قصة من مجلة العربي
الصغير العدد 254
نوفمبر2013
قصة :غزلان العيادي
قال ياسر : أنا لا
أحتاج لمعلم، يكفي أن أقرأ الدرس لأفهم كل شي !
أجباه عبدالرحمن : أنت
على حق !
فالمعلمون يثقلون كاهلنا بالواجبات و الفروض .
رد عليهما هيثم قائلاً :
بالفعل ! يمكننا أن نتعلم كل شيء ؛
من لغات وعلوم ورياضيات دون المجيء إلى المدرسة أو اللجوء
للمدرسين !
سمعت المعلمه الحديث الذي
دار بين الأطفال ،
و أردات أن تشعرهم بأهمية
المدرسة و المدرسين .
فقررت أن تحكي لهم حكاية
الطفل سلمان ،
الذي أراد تعلم اللغة
العربية من دون معلم :
(( كان يا مكان ! يا
أطفالي الصغار !
طفل إسمه سلمان أراد سلمان تعلم اللغة العربية دون معلم ،
فإتجه إلى قريه يتكلم
أهلها العربية .
وفي الطريق صادف سلمان رجلاً يركض خلف ثور هارب ،
ولا يستطيع الإمساك به ،
وصديقه يناديه قائلاً :
عبثاً تحاول يا صديقي!
إبتسم سلمان وقال : ها هي
أول جمله في اللغة العربية !
وهكذا تابع سلمان طريقه
مترنماً بجملته الوحيدة :
(( عبثاً تحاول يا صديقي!
)) (( عبثاً تحاول يا صديقي! ))
حتى لقي صياداً يحاول صيد الغزلان .
إبتسم سلمان للصياد
قائلاً : (( عبثاً تحاول يا صديقي! ))
غضب الصياد من سلمان وقال ألا تراني أصطاد غزلاناً !؟
الأحرى بك أن تقول لي ((
أتمنى لك سته أو سبعه في اليوم )) !
تابع سلمان طريقه
مردداً جملته الجديدة إلى أن توقف أمام جنازة ،
والحزن بادٍ على وجوههم .
حياهم سلمان قائلاً :
أتمنى لكم ستة أو سبعة في
اليوم !
ثارت ثارة الرجال ،
وإحمرت وجوههم غضباً
فكيف يتمنى لهم ست و سبع جنازات في اليوم !؟
لكن أحد الرجال فطن إلى
سلمان ربما لا يعرف اللغة العربية
فال له : لا تقل ذلك بل قل (( يرحمه الله )) ! .
وكالمرات السابقة إستمر
سلمان في ترديد هذة الجمله .
دخل سلمان خيمة أقيمت
بساحة القرية
فوجد نفسه أمام طبيب
يتفحص مريضاً
طفحت على جلده بقع حمراء كبيرة
.
إبتسم سلمان ببلاهة وقال
للطبيب : يرحمه الله !
ظن الرجل المريض أن سلمان يدعو عليه بالموت ،
فقال له وهو يشير إلى تلك
البقع الحمراء الكبيرة :
أولى بك أن تقول (( تصغر ، تصغر ، حتى تختفي بإذن الله )) .
بدأ سلمان يتهجى هذة
الجمله ، ويعيدها حتى حفظها .
وبينما هو على تلك
الحال ، مر بفلاح يتفقد الطماطم التي زرعها
بهمه و نشاط . قال له
سلمان مجاملاً :
تصغر ، تصغر ، حتى تختفي
بإذن الله !
تعجب الفلاح من سلمان
الذي يدعو على محصوله أن يختفي : ماذا قلت ؟!
بل قل (( تحمر ، وتنتفخ ،
وتكبر ،
حتى تصير في حجم البطيخ إن شاء الله )) .
تابع سلمان طريقة وهو
يردد جملته الجديدة وقد تملكته الحيرة .
فصادف شيخاً يتكئ على
جدع شجرة ،
ويفرك عينيه وقد احمرتا
بسبب المرض .
قال له سلمان : تحمر ،
وتنتفخ ، وتكبر ، حتى تصير في حجم البطيخ !
غضب الشيخ وصرخ في وجه
سلمان :
أتدعو علي أيها الأبله ، بأن تحمر عيناي وتنتفخا ،
حتى تصيرا في حجم البطيخ
؟! سألقنك درساً لن تنساه أبداً !
ثم هوى بعكازه على رأس سلمان .
غادر سلمان القريه
متألماً ، وقد قرر ألا يتعلم اللغة العربية أبداً .
شعر الأطفال ، بعد أن
أنهت المدرسة هذة القصة ،
بأهمية المدرس و بأن
سلمان كان مخطئاً _ مثلهم _ في اعتقادة
بأن من السهل التعلم من دون معلم .